بسم الله الرحمان الرحيم
الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيد الخلق محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
*****
بعد يوم شاق في العمل يعود آدم لعش زوجيته محملا بمشاكل بعضها تم حله و البعض الآخر لازال معلقا، هنا تبدأ حكاية أخرى بعد تجاوزه عتبة الباب. يحتاج أغلبنا نحن الرجال إلى الانعزال و الانفراد المؤقت للتفكير في حلول مشاكل أو لمراجعة الذات وأغلبنا في هذه اللحظة يلتزم الصمت، صمت يزعج أهل البيت خصوصا الزوجة مما يجعلها تطرح تساؤلات كثيرة .
*****
إن القضية التي أحاول طرحها ليست قضية صمت فقط بل هي أكبر من ذلك بكثير إنها قضية جنسين لا يفهمان بعضهما البعض و هذا يولد صداما بينها، تارة صدام مقبول و تارة أخرى عارض ومنذر بشر يلوح في الأفق، و هذه واحدة من أكبر التحديات التي تواجهنا ألا و هي فهم ومساندة الزوجة عندما تتحدث،
كما أن من أكبر تحديات الزوجة أن تفهم و تساند زوجها على الوجه الصحيح عندما يحتاج لدقيقة صمت، عندما ينعزل ليفكر و يراجع ذاته فنحن الرجال لدينا طريقة تختلف كثيرا عن النساء في التفكير فقبل أن نتكلم أو نتفوه بكلمة واحدة نفكر مليا
في ما سنقول و نحلل كلمة و نختبره ذاتيا بصمت لنخرج أجوبة صحيحة و كلمات متوازنة و متكاملة نكونها أولا داخليا تم نخرجها و نحتاج في ذلك غالبا لوقت طويل يربك الزوجة مما يضع علامات استفهام أمامها وتضح أسوأ الاحتمالات من عدم إكترات و إهمال أو كره و يمكن أن يصل ذلك إلى أن تعتقد بأن الزوج لم يعد يحبها و هذه مجرد وساويس و على المرأة أن تعرف بأن الأمر غير ذلك، و من البديهي أن تطرح أسئلة استعلامية و استفسارية محاولة كسر سكوته و اقتحام هذه الانعزالية و سحبه منها عنوة و إن كان الدافع إليها الحب و النية الطيبة إلا أن مثل هذه المحاولات ليست فكرة جيدة و غالبا ما يعتبرها الرجل تدخلا في ما لا يعني و عدم مراعاة الشعور.
*****
ما لا يفهمه الآخرون هو أنا الرجال يكونون مضغوطين أو مشغولين فإنهم توقفون عن الكلام بشكل آلي و يفضلون الانعزالية الوقتية ليفكرون و يدرسون الأمور
وغالبا لايسمحون لأي كان بكسر حالة الانعزال تلك التي يحيطون بها أنفسهم و التي غالبا لا تطول،
كما أن أغلبية الرجال يفضلون أن يروا في أعين زوجاتهم تلك النضرات التي تدل على الثقة فيه و في قدرته على معالجة مشاكله عوض إظهار القلق والشفقة عليه.
ما رايك حلل و ناقش
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]