تاريخ مدينة البتراء (مقدمة تاريخية) تقع البتراء عاصمة المملكة النبطية على خط طول 37،35 شرق، وخط عرض 19.30 شمالا على ارتفاع 2700 قدم عند سطح البحر في جنوب الأردن وعلى بعد 260 كم جنوب عمان و 133 كم شمال خليج العقبة، في موقع متوسط بين طرق التجارة الرئيسة الواصلة من مصر وشبة الجزيرة العربية جنوبا إلى دمشق شمالا ومن الخليج العربي شرقا إلى سواحل البحر المتوسط غربا.
ولا بد من البحث في المعاني المختلفة لكلمة (نبط وأنباط) وتبقى الدلالات اللغوية المتعددة لهذه الكلمة مرتبطة بالاستخراج - واستخراج الماء على وجه الخصوص ومنها الاستعمال الشائع للفعل استنبط بمعنى استخرج، استكشف.
وعرفت البتراء في المصادر التاريخية باسم الرقيم، وقد أطلق هذا الاسم عليها بعد ظهور الإسلام، أما البتراء فهو الاسم الإغريقي للمدينة وبمعنى (الصخرة) في اليونانية وتقارب في معناها كلمة (سلع) العبرانية المذكورة في التوراة والتي تعني الشق في الصخر والذي يعرف اليوم باسم السيق.
تكلم الأنباط اللغة العربية واتخذوا اللغة الآرامية مع بعض التغييرات التي ابتكروها عليها لغة رئيسة واستعملوها في كتاباتهم، وكان بعضهم متمكنا من اللغة اليونانية واللاتينية أيضا وقد كانت هذه اللغة إحدى الروابط الأساسية التي تربط الأنباط بالحضارات الأخرى، التي امتدت من بلاد فارس حتى سواحل البحر المتوسط، ومن آسيا الصغرى حتى شمال مصر.
كما عثر على العديد من النقوش التي كانت مكتوبة بالخط الآرامي المتطور الذي عرف فيما بعد بالخط النبطي.
مر موقع البتراء بعدة عصور ومراحل تاريخية ابتداء من القرن العاشر قبل الميلاد، والتي وجدت مخلفاته الآدومية في موقع أم البيارة وانتهاء بالقرن الثاني عشر الميلادي، عندما هجر الصليبيون الموقع جراء الهزيمة التي لحقت بهم من القائد العربي صلاح الدين الأيوبي.
قدم الأنباط (سكان البتراء) من الجزيرة العربية ،حيث استوطنوا في منطقة الأدوميين الذين رحلوا إلى سواحل البحر المتوسط عام 587ق.م واستقر الأنباط جنوب بلاد الشام منذ أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وثبتوا أقدامهم فيها بحيث لم يمض عليهم وقت طويل حتى أصبحت طرق التجارة (البحرية والبرية) خاضعة لسيطرتهم، كالطريق البحري الذي كان يمتد من ميناء (الجرهاء) الواقع على الضفة الغربية للخليج الغربي إلى الميناء النبطي (لوكي كومة) الواقع على الجانب الشرقي من خليج العقبة. ومنه إلى ميناء (إيلانه) الواقعة على رأس خليج العقبة حيث تفرغ السفن التجارية حمولتها، تمهيدا لنقلها على متن القوافل التي كانت تسلك الطريق البري بين المنطقتين من (إيلانه) إلى البتراء بالإضافة إلى سيطرة الأنباط على الطرق البرية الأخرى كالطريق الذي كان يصل ما بين مدائن صالح (الحجر) مرورا بمعان وأذرح ثم إلى البتراء التي كان منها تحمل البضائع عبر وادي عربة إلى غزة على بحر الروم تمهيدا لنقل البضائع التجارية إلى الشواطئ الأوروبية، ومن أهم السلع التي كانت تحملها القوافل والسفن التجارية العطور والبخور واللبان والمر الآتي من جنوب الجزيرة العربية إضافة إلى السلع التي كانت تنتج محليا ويبيعونها في الأسواق الخارجية كالبلسم.
ملوك الأنباط الملك الحارث الأول ويعود تاريخ حكمه إلى حوالي عام 168ق.م.
الملك الحارث الثاني يعود تاريخ حكمه إلى حوالي عام 100 ق.م.
الملك عبادة الأول يعود تاريخ حكمه من (69-84) قبل الميلاد.
الملك الحارث الثالث (84-76ق.م) التي كانت للملكة النبطية في عهده في أوج قوتها وعظمتها كماسك عدد من العملات النبطية.
الملك مالك الأول(58ق.م-30ق.م).الملك عبادة الثاني (30ق.م-9م).