بعض الناس يشتكي ضيق العيش . . والبعض الآخر يعاني حرمان التوفيق . . والكثير منهم يشتكي كدر الحياة!!
ولكن . . يبقى السؤال الذي لم يوجهه أحد هؤلاء لنفسه!!
لماذا لم تقلع عن المعاصي والآثام . . فتحظى برغد العيش وتحصل على التوفيق . . وتنعم بحلو الحياة!!
نعم . . فالأمر كله بيد الله وحده . .
فمن أراد الدنيا فعليه بطلب الآخرة برضوان الله . .
ومن أراد رضوان الله فعليه السعي للحصول عليه بطاعة الله . .
ومن أطاع الله سما بطاعته . . فهانت عليه دنياه . .
ومن هانت عليه دنياه . . سخرها الله له وجعلها موضع قدميه!!
ولكن . . يأبى الشيطان أن يوصل العبد لذلك دون عناء أو مشقة!!
وهذا العناء وتلك المشقة يتمثلان في الحيلولة بينك وبين الطاعة من جهة، وإيقاعك على حين غفلة في المعاصي من جهة اخرى!!
لتصبح المحصلة هي معاناتك من عاقبة ذلك كله؛ متمثلاً في ضيق العيش وكدر الحياة والحرمان من التوفيق!!
فتظن أن البوح بذلك سوف يُسليك ويهون عليك!! فتتوجه للناس بالشكوى مما تعانيه . . في حين أن الداء والعلاج كلاهما بين يديك!!
ليبقى السؤال . . هل جال بخاطرك يوماً وانت تشكو للناس ضيق عيشك، وكدر حياتك، وحرمانك التوفيق. . أن تذكر لهم أيضاً ذنوبك ومعاصيك؟!
أعلم أنه لا يجوز المجاهرة بالمعصية . . ولكن فقط أحببت التذكير بأن تقصيرنا في حق ربنا، ووقوعنا في المعاصي هو السبب الرئيس لكل معاناتنا على ظهر هذه الحياة!!
وأن مجرد إرجاع العبد ما يعانيه من (ضنك العيش) لتقصيره في حق ربه . . كفيل بأن يضع يديه على الداء . . لتبقى مسألة البحث عن الدواء سهلة . . متمثلة في التوبة والاستغفار!!
كما أن يقين العبد بأن ما أصابه من شظف العيش؛ إنما هو بسبب تقصيره في حق ربه، يعتبر من أهم الأسباب الجالبة لرضوان الله عليه، وبالتالي يكون قد جمع بين خيري التوبة والتقرب إلى الله!!
إن طريق السعادة في الدنيا يتلخص في البعد عن المعاصي، وفعل الخيرات، وكثرة الاستغفار، وهذه مفاتيح ثلاث لسعادة العبد
ومن ذاق عرف
فاحرص على لزومها . . كي تحظى بجميل عاقبتها . . ولا تكثر الشكاية للخلق . . فأمامك الثلث الأخير من الليل . . فابسط يديك في ساحاته . . واسكب دموعك على عتباته . . واحترف ذل السؤال . . كي تعرف المعني الحقيقي لاستصغار هموم الدنيا على ثقلها!!