قد تعاني وتتساءل أغلب الأمهات عن كيفية تدريب اطفالهم علي الصيام، دون إجهادهم لأن قدراتهم وصحتهم تكون ضعيفة من وجهة نظرها، و يجيب الدكتور عهدي غنيمة، تخصص تعذية وسمنة عن هذه التساؤلات.
فيقول دكتور عهدي أن من الطرق الناجحة في تدريب الطفل علي الصيام البدء معه في أيام الإجازة، إذ أن نشاط الطفل يكون أقل، والأهم من ذلك بأنه سيكون تحت مراقبة الأهل بصورة دائمة.
وأشار الدكتور عهدي إلي أنه كمرحله أولي يفضل أن يقوم الأهل بتأخير موعد وجبة الإفطار الصباحية التي تقدم للطفل بصورة تدريجية لمدة ساعتين يومياً حتي تصل إلي منتصف النهار ومنه إلي وقت أذان المغرب. كما يجب زيادة كمية وجبة الفطورهذه وأن تضاف إليها أطعمة تستغرق وقت أطول في عملية الهضم كالبروتينات الموجودة في اللحوم بأنواعها، والألياف الموجودة في الخضار و الفواكة و يجب الإكثار من تناول السوائل لحماية الجسم من الجفاف.
وتبدأ المرحلة الثانية بصيام يوم كامل مع مراقبة الطفل بصورة دائمة، و عند ملاحظة أي نوع من التعب أو الدوخة يجب تقديم الطعام له علي الفور، و إذا استطاع إكمال يومه الأول دون متاعب أو مضاعفات فتبدأ المرحلة التالية بالصيام المتقطع أي أن يصوم يوم و يفطر يوم إلي أن يصبح قادراً علي الصيام بصورة طبيعية. وذكر الدكتور عهدي أن أهم الأمور التي يجب مراعاتها؛هي الحرص علي أن يكون الطفل تحت الملاحظة بصورة دائمة في ايام صيامة الأولي، إلي جانب الحرص علي أن يتناول الطفل وجبة السحور مع تأخيرها قدر المستطاع ذلك لضمان توفير الطاقة لصيام يوم جديد.
كما اكد علي اهمية الحرص علي أن تحتوي وجبة السحور علي أطعمة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة و خصوصاً التي تطول فترة هضمها كالبروتينات و النخالة، لأنها تعطي إحساس بالشبع لفترة أطول، مضيفاً :" عند الإفطار يجب الحرص علي تنويع الطعام و توزيعه علي فترات متباعدة بعض الشئ لتمهيد المعدة للعمل بعد فترة توقف قد تتجاوز الاثني عشر ساعة، فإعطاء الطفل حبتين من التمر مع كأس من الماء متوسط البرودة ثم قيامه لأداء للصلاة يهئ معدته لاستقبال الطعام و امتصاصه بصورة أفضل، كما أنه يضبط و يوازن نسبة السكر في دمه، و عند العودة لمائدة الفطور يفضل البدء بتناول الشوربة الدافئة و من ثم باقي الأطباق".
و لعدم إتخام معدة الطفل بالطعام، يقول الدكتور يجب إعطاءه كمية معقولة علي قدر حاجته، وعدم إعطاءه كمية كبيرة من الماء عند تناول الفطور لأن ذلك يؤدي لخفض تركيز الأحماض و الأنزيمات في معدته مما يقلل كفاءة عملية الهضم و الإمتصاص، مع ضرورة أن يطلب من الطفل أن يتناول الطعام ببطء للحفاظ علي عمل معدته وعدم إرباكها.
ويري دكتور عهدي أن شهر رمضان يعد فرصة لإبعاد الطفل عن الأطعمة عديمة الفائدة من (الشيبسي، الشيكولاتة الدسمة، الوجبات سريعة..) و ذلك لأن معظم وجباته في هذا الشهر يتناولها مع العائلة لذا يجب أن تحرص الأم علي عدم توفير هذه الأطعمة للطفل لا في أيام الصيام و لا بعدها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]